معشوقتي .. لا يمسها إلا الطاهرون ~
غَرِيْرُ نَظْرَةٍ , وَأَبْعَدُ خُطُوَاْتِه بَهْرَجَةُ إِعْلَامٍ فَاْسَدٍ ... مَشْدُوهَاً أَمَامَ ~غِنـــــوة~ ... ثُلّةٌ مَنْ العَاهِرَاتِ وَمُوسِيقَى صَاخِبَةٌ , ذَابَ غَرَامَاً بِصَاحِبَةِ الفُسْتَانِ الأَسُودِ ...تَمَايلَ مَع خِصْرِهَا , عَضَّ شَفَتِيهِ مَع هَزّةِ رَدِفِهَا , نَدَبَ حَظَّه كَثِيرَاً ..!
!
!
يَعَيْشُ بَتِيْهٍ , وَقَهْقَهْةِ سَاقِطَةٍ , وَمُقَارَعَةِ كَأسٍ .. وَقَائِمَةٍ تَطُولُ مَنْ جَوْلَاتِه المَاجِنَةِ , وَمُغَامَرَاتِه السَاخِنَةِ .. فَي قَعْرِ الخِزي واَنْتِحَارِ الَمبَادِئ ... شَرّقَ وَ غَرّبَ يَتْبَعُ غَيّه ... يَظُنّ أَنَّ الجَمَالَ بَيْنَ أَحْضَانِ الرَّذِيْلَةِ , وَجُمِعَ فَي نَاصِيةِ تَلكَ الحَسْنَاءِ الوَضِيْعَةِ ..!
!
!
لَيْتَ شَعْرِي .. لَو أَنَّها تَلكَ الصَورَةُ بقُبْحِها وسَوادِها .. وَ كَـــــفَى ..!
فَهُنَاكَ مَنْ يَتَقِيَأُ بَمِلْيءِ شَدْقَيهِ : هَكَـــذَا الجَمَالُ وَإلّا فَــــــلا ...!
وَهُنَاكَ مَنْ يَتَحَسّرُ بَأنّه اُبتُلِي بَبَنَاتِ وَطَنِهِ وَ عَبَاءَةٍ سَودَاءَ ..!
فَلكُلِّ مَنْ يَهِرفُ بِمَا لا يَعْلَمُ , أو عَلى قَلْبِهِ غِشَاوةٌ قَبْلَ عَينِيهِ ..
إلَيْكَ صَفَاتُ : " مَعْشُوقَتِي .. بَنْتُ الجَزَيرَةِ " ,, رُغْماً عَن أَنْفِ السّاذِجِين وَزُمرَةِ الحّاقِدينَ .
(1) حَفِيْدَةُ الَمَجْدِ
فَي غَارٍ وَثَانِي اَثْنِينِ رَسَولُ الهُدَى وَصَدْيّقُ الأَمَّةِ , هِجْرَةٌ لاَسْتِمْرَارِ الرَسَالَةِ , فَتَاةٌ بأَلَفِ رَجُلٍ شَقّتْ خِمَارَها ذَاتُ النِطَاقِينِ .
تَلكَ (أَسَماءُ) الفِدَائِيّةُ .
أَكَلَ مَنْ عِرْضِهَا حُثَالَةٌ وَمُنَافِقُونَ , فَطُهّرَتْ مَنْ فَوقِ سَابِعِ سَمَاءٍ , فَكَانتْ وَرِيْثَةَ كَلَامِ المُصْطَفَى وَ فَقِيهَةَ الأَمّةِ .
تَلكَ (عَائِشَةُ) النَقِيّةُ .
شَامَتْ عَنْ الدَّنَايَا , فَكَانتْ أَبِيّةً في الشِرْكِ , قَويّةً فَي الإسِلَامِ .. مَنْ قَالَتْ فَي ابْنِها مُعَاويةَ : ثَكَلّتُهُ إنْ لَمْ يَسِد قَومَهُ ...
تَلْكَ (هَنْدُ) المُسلِمَةُ العَرَبِيّةُ .
فَأنَعِمَ بَها مَنْ نَمَاذِجٍ ... وَ مَعْشُوقَتِي حَفِيْدَةُ هَذَا المَجْدُ .
(2) مُلهِمَةُ الشُعَرَاءِ , وَ فَتِيْلُ المَعَارِكِ
كَم طَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ , وأَلْهَمَتْ قَرِيْحَ القَوافِي ..!
تَغَزّلَ بِها الشُعَرَاءُ عَفَافَاً .. وخَلّدَ التَارِيخُ عَبْلَةَ وَصِدْقِ عِشْقِ عَنْتَرَةَ , وَانْدَرَسَ جُنُونُ قَيْسٍ بَلِيلَاه وَبَقِيتْ أَخْبَارُهُما .
هَوَ الحُبُّ لأَجْلِ الحُبِّ , وَ قَدَاسَةُ رُوحِ العَفَافِ .
وَمَا يَومُ ذَي قَارٍ إلاّ لَحِمَايةِ " هَنْد المُنْذِرَيّة " أرَأيتَ كَيْفَ كَانَ عَزُّ العَرَبِ مَن وَرَاءِ امْرَأةٍ؟! ... فَهْيَ عِنْوَانُ الشَرَفِ والعِزْةِ .
صَاحَتْ بأَقْصَى بِلَادِ الرُومِ " وَ امُعْتَصِمَاه " فَلبّى النِدَاءَ لأَجْلِها ...
هَو المُوتُ دَونَ العَرْضِ .
لَعْيَونِها قَامَتْ حُرُوبٌ واَشْتَعَلَ فَتِيلُها ..
"انْتَخَتْ نُورَة" و"صَاحَتْ حِصْة " ... فهَانَتْ أَرَواحُ الرِجَالِ .
لاَ تَقُلْ أَنّهُمْ بَدْوٌ , أُوَلِئكَ أَجْدَادِي ..
وَشِعَارُهُمْ " لأَجْلِ أُختِنَا تَهُونُ أَعْمَارُنَا" .
هَيْ أُخْتُ الرِجَالِ وَ تَاجُ الفَخْرِ .
(3) صِفَاتٌ تُحَاكِي التَضَارِيسَ
مَعْشُوقَتِي .. تَرْكِيبَةُ خَلِيطٍ مَنْ تَضَارِيسِ الجَزِيرَةِ , مَنْ سُهُولِها والجِبَالِ , مَنْ أَودِيتِها وأَمْواجِ البَحْرِ .
مَنْ نَجْد أَرْضِ الفَخْرِ والشِيمَةِ... أَخْذَتْ عِزْتَها وهِيبِةَ مَــلْكٍ .
مَنْ الحِجَازِ مَهَبَطِ الرِسَالَةِ ومَنَبَعِ النُورِ ... أَخْذَتْ عِفْةَ بَيْتِ اللهِ والحَرْمِ .
مَنْ الجَنُوبِ جَبَالِ الفَزْعَةِ والحَمَيّةِ ... أَخْذَتْ عُنْفُوانَ الشُمُوخِ .
مَنْ الشَمَالِ دِيارِ الرَخَاءِ والطِيبَةِ ... أَخْذَتْ العَطَاءَ والتَسَامُحَ .
بَحْرُ جِدْة مَع مَواوِيلِه قَبْلَ صَبْاحِ الخِيْرِ ... سَقَاها صَبْراً على الشِدّةِ .
السَاحِلُ الشَرقِي مَع غُرُوبِ الشَمْسِ بَنُصْفِ القَمْرِ ... رَواها أَحَلاماً وَرْدِيّةً .
(4) حَقِيقَةٌ مَلْمُوسَةٌ
مَعْشُوقَتِي لا مَثِيلَ لها ؟!... حَقِيقَةٌ ولَيسَتْ مُجْرَدَ خَيَالٍ .
أَمَامَ نَاظرِيّ صَبْاحَ مَسْاءَ
أُمِّي (فَدِيتَها) وَ رَضَعَتْ مَنْ ثَدِيِهَا الرُجُولَةَ وَالشَهَامَةَ .
أُخْتِي (وَأَنَا سَنْدُهَا) وَيَرْخَصُ لَهَا عَمْرِي , وَمَا لَذَّ وَ طَابَ . .
اَبْنَتِي ( مُهَجَتِي )مَنْ كَانَ عَفَافَها لَعَزِ أَبِيهَا وَتَرْتَفع هَامة .
زُوجَتِي (حَبِيْبَتِي) مَنْ اَحْتَوتَنِي , وَعَانَتْ لأَجْلِي الصِعْابَ .
(5) مُعَادَلَةٌ جَائِرَةٌ
مَعْشُوقَتِي : جَمَالُها لمَنْ كَشَفَ خِدْرَها بِمَا يُرْضِي اللهَ , وَ عَبَقُ طُهْرِها يَرْفَعُ مِنْ قَدْرِها مَنَازِلاً فَي قَلَبي .
مَعْشُوقَتُكَ : بَائِعَةُ هَوَى تَتْعَرّى لمَنْ يَدْفَعُ أَكْثَرَ , تَرْتَفِعُ بَعِينِ أَمَثَالِكَ , وَتَسْقُطُ مَنْ أَطَرَافِ رَمْشِي .
فَــــشَتْـــــــــانٌ
بَيْنَ جُوهَرَةٍ مَكْنُونَةٍ تَسُرُّ عَينَ النَاظِرينَ , وِلَا يَمسُّها إلا الطَاهِرُونَ , عَفَافُها رَأسُ مَالِها .
وتِلْكِ بِضَاعَةٌ مُزْجَاةٌ عَلى قَارِعَةِ الطَرِيقِ لَكُلِّ عَابِرِ سَبِيلٍ , كَسَقْطِ مَتَاعٍ تَتلَقَفُهَا كُلُّ يَدِّ عَابِثٍ .
فَمَا بَينَ الثـُرِيا وَ الثـَرَى مَسَافَاتٌ , وَ مُفَارَقَاتٌ ؛ لاَ يَعِيهَا إلاَ العُقَلاءُ .
دَعْنِي أَهَمُسُ فَي أُذنِكَ قَبْلَ الرَحِيلِ :
تَلْكَ المَعْشُوقَةُ لاَ تَتشَرفُ بَأَمْثَالِكَ , فَمَاأَنْتَ إلاّ وَصْمَةُ عَارٍ عَلى جَبِينِهَا .
!
!
!
نُزِفَتْ فَي ذَاتِ مَسْاءٍ ضِقْتُ ذَرْعَاً بِمَعْتُوهٍ , وَلَكنْ لَلأَسَفِ يَتَكلمُ بَلَسَانِ حَالِ الكَثِيرِ
الموضوع الأصلي : معشوقتي .. لا يمسها إلا الطاهرون ~